باكستان: مؤتمر منظمة الكفاح 2009، اليوم الثاني

Arabic translation of Pakistan: The Struggle congress 2009 – Day two (30 March 2009)

كان اليوم الثاني مخصصا لنقاش منظورات باكستان، وكذا مناقشة مسألة بناء التيار الماركسي، تلا ذلك تقرير حول التيار الماركسي الأممي في العالم. بعد المؤتمر غادر أغلبية الرفاق الحاضرين (2000) قاعة المؤتمر ونظموا مسيرة احتجاجية في الشوارع في لاهور.

مؤتمر منظمة الكفاح 2009

افتتح اليوم الثاني لمؤتمر منظمة الكفاح (The Struggle) يوم السبت، 28 مارس. وتضمن جدول الأعمال نقاش منظورات باكستان الذي قدمه الرفيق لال خان إضافة إلى تقرير تنظيمي ونقاش قدمه الرفيق باراس جان، وتقرير حول عمل التيار الماركسي الأممي قدمته الرفيقة آنا مينيوز، باسم السكرتارية الأممية للتيار الماركسي الأممي. وقد اختتمت الدورة النهائية للمؤتمر بخطاب ألقاه آلان وودز.

وكما هي العادة افتتح المؤتمر بقراءة الأشعار والأغاني الثورية، مصحوبا بالشعارات الثورية التي أنشدها المندوبون والضيوف. وعندما استدعي الرفيق لال خان إلى المنصة، وقف الحاضرون واستقبلوه بالهتافات الحارة. ألقى الرفيق لال خان خطابا رائعا، مليئا بالحماس، شن خلاله هجوما ساحقا على البرجوازية الباكستانية وفضح تعفنها وتعفن نظامها. وقدم الأرقام المرعبة التالية عن البؤس الذي تعيشه الجماهير في هذا البلد: "62 % من الأطفال محرومون حتى من التعليم الابتدائي، 60 % من الأطفال لا ينمون بطريقة طبيعية بسبب سوء التغذية، فقط 16 % من الباكستانيين يستفيدون من الخدمات الصحية، وفقد الكثير من الناس حاسة الشم بسبب عيشهم قرب مجاري الواد الحار، ووسط القاذورات والفساد، كما أن البطالة والفقر يتصاعدان بشكل يومي."

توجد الفلاحة في وضع بائس. و65 % من مياه قنوات الري لا تصل إلى الحقول بسبب تدهور البنية التحتية. ومن جهة أخرى يعيش القطاع الصناعي الخراب، وحزب الشعب الباكستاني يطبق اليوم سياسة إجرامية لخصخصته، مما سوف يزيد من تخريبه.

الرفيق لال خان يقدم منظورات باكستان

حسب الأرقام الرسمية من المتوقع أن يعرف الاقتصاد الباكستاني سنة 2009 نموا بـ 1,9 % فقط، وهو الرقم الذي يعتبر ربما متفائلا. الدولة الباكستانية أفلست واضطرت إلى طلب قرض مقداره 7,7 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، الذي فرض أكثر الشروط تعسفا وإذلالا.

لكن ليس جميع من في باكستان يعانون. فقائد المعارضة نواز شريف هو رابع أكبر أغنياء باكستان وزعيم حزب الشعب الباكستاني، الرئيس عاصف زرداري، هو ثاني أكبر أغنياء باكستان. كيف يمكن لمثل هؤلاء الناس أن يمثلوا مصالح العمال والفلاحين الفقراء؟

واصل الرفيق لال خان يصف الأزمة الخانقة التي تعيشها الدولة الرأسمالية في باكستان، التي تعيش انقسامات عميقة. بل إن بعض المعلقين البرجوازيين حذروا من أنه إذا لم يتم القيام بشيء في أسرع وقت فإن الدولة قد تنهار خلال ستة أشهر. وقد وجد هذا التحذير المروع دليلا دمويا هذا الصباح على الساعة 8:30 عندما شنت مجموعة من الإرهابيين هجوما في لاهور، للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، ضد مركز لتدريب رجال الشرطة هذه المرة. ولا تزال الهجومات تشن لحد هذه اللحظة التي نكتب فيها هذا التقرير.

إلا أن الرفيق لال خان أكد على أن المسألة لا تتعلق بدولة تعرضت "للفشل" بل بنظام رأسمالي باكستاني ضعيف ومنحط تعرض للإفلاس. وحدها الثورة الاشتراكية من يمكنها أن تنقذ باكستان من الهمجية المحدقة. وقد استقبل خطاب الرفيق لال خان بتصفيق حار وشعارات حماسية. ثم تلاه نقاش عميق شارك فيه العديد من الرفاق الذين وضحوا الخبرات التي راكموها في مختلف المناطق ومجموعات العمال.

الرفيق باراس جان يقدم التقرير التنظيمي

الدورة التالية خصصت لنقاش التقرير التنظيمي الذي قدمه الرفيق باراس جان. منظمة الكفاح الآن منظمة لديها مناضلون في جميع الولايات والمناطق والمحافظات في باكستان. لديها قاعدة صلبة بين صفوف الطبقة العاملة والنقابات (قدمت قائمة بالنقابات الحاضرة في تقرير يوم الجمعة) وتقدم دعما نشيطا لحملة الدفاع عن النقابة الباكستانية (PTUDC)، والتي هي فدرالية واسعة تضم العديد من النقابات التي تقف في طليعة النضالات الهامة التي شهدتها باكستان خلال المرحلة الأخيرة، وخاصة النضال ضد الخصخصة.

وقد حققت منظمة الكفاح أيضا نجاحات كبرى بين صفوف الشباب. إذ أن مؤيدي الكفاح كسبوا مواقع هامة في قيادة الفدرالية الوطنية لطلاب جامو كشمير (JKNSF)، والتي هي أكبر منظمة شبيبية في كشمير تضم أكثر من 2000 طالب. كما تمكنوا أيضا من كسب الأغلبية في فدرالية طلاب الشعب (PSF) في البنجاب الذي هو أكبر إقليم في باكستان.

تمتلك منظمة الكفاح قاعدة قوية في السند أيضا، وفي بالوشيستان وبيختونخوا. وهي الآن أقوى منظمة ماركسية وأكثرها نفوذا في تاريخ باكستان. لديها الآن قاعدة أقوى حتى من القاعدة التي امتلكها الحزب الشيوعي في أي لحظة في تاريخه، وقد التحق بنا العديد من مناضلي الحزب الشيوعي المخضرمين. وفي المقابل تعيش كل المجموعات اليسارية الأخرى الأزمة وهي في طريقها إلى الانقراض. إن الطريق مفتوح أمام نجاح منظمة الكفاح.

الرفيقة آنا مينيوز تقدم تقريرا عن عمل التيار الماركسي الأممي

كانت النقطة الرسمية الأخيرة على جدول الأعمال هي التقرير الأممي الذي قدمته الرفيقة آنا مينيوز، عضو السكرتارية الأممية للتيار الماركسي الأممي. أوضحت الرفيقة آنا النجاحات الكبيرة التي يحرزها التيار الماركسي الأممي خلال المرحلة الأخيرة، وخاصة في أمريكا اللاتينية، كما تبين ذلك خلال جامعة الأمريكيتين الناجحة التي نظمت في المكسيك مؤخرا، وقالت: "قبل خمسة عشرة سنة لم يكن لدينا سوى فرع واحد في كل أمريكا اللاتينية، والتي كانت مجموعة مشكلة من حوالي 50 رفيقا، في المكسيك. والآن صار الفرع المكسيكي للتيار الماركسي الأممي يضم 300 مناضل وقاعدة قوية بين صفوف الشباب والنقابات. وقد صار التيار الماركسي الأممي يمتلك الآن عمليا فروعا، ومجموعات في طور التشكل، في جميع بلدان القارة الأمريكية، الشمالية منها والوسطى والجنوبية. وقد تمكنا مؤخرا من كسب فرع في البرازيل، يضم مئات الأعضاء ولديه قاعدة قوية في النقابات وبين الشباب، وهم يقودون نضالات طليعية في المصانع المحتلة ويقودون الحركة الاشتراكية السوداء."

وقد أشارت آنا أيضا إلى النجاحات الكبيرة التي حققناها في معرض كتاب هافانا، حيث قدمنا كتاب آلان وودز الأخير: Reformism or Revolution (الإصلاح أم الثورة). كما نظمنا جولة ناجحة جدا لتقديم هذا الكتاب في فنزويلا، حيث تحدث آلان في اجتماعات ضمت أكثر من 4000 عامل في تسعة ولايات كما استدعي للقاء الرئيس تشافيز الذي نوه بحرارة بهذا الكتاب خلال العديد من المناسبات. وفي الوقت الحالي يعتبر التيار الماركسي الثوري (الفرع الفنزويلي للتيار الماركسي الأممي) قائد نضالات عمال ميتسوبيشي، مصنع السيارات الكبير في برشلونة [فنزويلا] حيث تعرض عاملان للاغتيال على يد عناصر معادية للثورة. استقبل خطاب الرفيقة آنا بتصفيقات حماسية من طرف المندوبين الذين عبروا عن روحهم الأممية المتوقدة وإخلاصهم للتيار الماركسي الأممي.

بعد التقرير الأممي، صعد المغني الباكستاني الشهير جواد أحمد إلى المنصة لأداء أغاني ثورية تجاوب معها الحضور الذين رددوا الأغاني وصفقوا بحماس.

الرفيق آلان وودز يقدم الخطاب الختامي الذي نوه فيه بنجاح المؤتمر

في النهاية قدم الرفيق آلان وودز، باسم التيار الماركسي الأممي، الخطاب النهائي الذي نوه فيه بالنجاح الرائع للمؤتمر، وبالمستوى السياسي العالي الذي أبان عنه، والروح الثورية التي سادته، وتسائل قائلا: "في أي مكان آخر في باكستان يمكن للمرء أن يجد مثل هذا؟". وفي سياق ملاحظاته أشار الرفيق آلان إلى خيانة العضو السابق في الجمعية الوطنية، منصور أحمد شودري. وقال إنه من المعبر جدا أنه لحد الآن لم يعمل أي أحد على ذكر هذه المسألة. أكد آلان على أنه ليس هناك أي مكان للوصوليين والفاسدين داخل التيار الماركسي الأممي، وأنه يجب على القادة أن يقدموا المثال في الطهارة الثورية. لقد أشرنا إلى أن لينين وتروتسكي عندما كانا قائدين للدولة السوفييتية كانا يتقاضيان أجرة عامل. وفي ما يتعلق بمنصور قال ما يلي: " لقد لعب دورا إيجابيا في الجمعية الوطنية طالما كان تحت رقابة المنظمة. لكن الأشخاص في تلك المواقع يتعرضون لضغوط الطبقات الأخرى، وهذا ما حدث لمنصور."

استشهد آلان بعبارة إنجلز: "الحزب يتقوى بتطهير نفسه" وأضاف "إن هؤلاء الوصوليين قاموا بنشر الإشاعات بأنهم كسبوا أغلبية المنظمة إلى جانبهم. ماذا تقولون أيها الرفاق؟ هل هذا صحيح؟ (جاء الجواب من القاعة مدويا: لا) انظروا حولكم في القاعة! هل نحن أقوى من السنة الماضية أم نحن أضعف؟ (جاء الجواب من القاعة: نحن أقوى). نعم أيها الرفاق نحن أقوى بكثير، لا سواء من الناحية الكمية أو النوعية. أقول لجميع هؤلاء الذين يعتقدون إنه بإمكانهم أن يلتحقوا بمنظمتنا لكي يحسنوا مستقبلهم المهني: الباب أمامكم، يمكنكم أن تغادروا القاعة حالا! نحن لن نقدم لكم حياة رغدة ولا مستقبلا مهنيا ولا مال. كل ما يمكننا توفيره لكم هو العمل الشاق، والنضال الدائم والتضحيات. إن الطريق نحو الثورة الاشتراكية صعب جدا. هناك العديد من الأخطار والصعوبات. نحن نواجه أعداء أقوياء: كبار الملاكين العقاريين والرأسماليين والجيش والبوليس والأصوليين والإرهابيين. لكننا جنود في الجيش الثوري وسوف نواصل التقدم والتغلب على جميع الصعاب. تتعرض الجيوش للخسائر: بعض الجنود يقتلون ويجرحون، وهناك من يفرون وهؤلاء سنتعامل معهم بالاحتقار الذي يستحقونه."

"نحن مستعدون لمواجهة جميع هذه الصعوبات لأن الجائزة في النهاية عظيمة جدا. نحن نناضل من أجل عالم جديد، وهذا العالم الجديد موجود، إنه حي ويتنفس. إنه موجود في كل أرجاء هذه القاعة، في قلب وروح كل واحد منكم. إنه ينمو ويتقوى كل يوم وكل ساعة. سوف نناضل حتى يولد هذا العالم الجديد وسوف نحيا لنراه."

مظاهرة ومسيرة في شوارع لاهور ضد البطالة والفقر والخصخصة من تنظيم نقابة حملة الدفاع عن النقابة الباكستانية (PTUDC)

بعد هذا الكلمات الملهِمة وقف كل الحاضرين وضجت القاعة بالهتاف والتصفيق، وسرعان ما ارتفع نشيد الأممية بحماس عظيم. صعد جواد أحمد إلى المنصة ووقف إلى جانب آلان وودز ولال خان لينشد مرة أخرى أغنيته الثورية التي أهداها لجميع أعضاء التيار الماركسي الأممي. انخرط جميع الحاضرين في عاصفة من التصفيق والغناء والرقص وهو ما استمر بعض الوقت. وفي خضم هذا خلق الرفاق بحرا من الرايات الحمراء التي رفرفت بقوة في القاعة قبل أن يخرج الجميع في مسيرة إلى شوارع لاهور.

عند ذلك انخرط أكثر من 2000 رفيق في مظاهرة في شوارع لاهور ضد البطالة والفقر والخصخصة نظمتها حملة الدفاع عن النقابة الباكستانية (PTUDC) في نهاية المؤتمر. ونظم الرفاق وقفة في وسط لاهور أمام مقر برلمان إقليم البنجاب، حيث ألقى الرفيق رياض ليند وغيره من قادة (PTUDC) وقادة حملة الشباب ضد البطالة (BNT)، خطابات كفاحية وأجروا حوارات تلفزيونية مع المراسلين التلفزيين المتواجدين.

إقرأ أيضا: تقرير حول اليوم الأول من أشغال مؤتمر منظمة الكفاح

Source: Marxy.com