إيطاليا: المعارضة الماركسية تحصل على 25% من الأصوات خلال المؤتمر الوطني للشبيبة الشيوعية

في شهر فبراير الماضي انعقد المؤتمر الوطني للشبيبة الشيوعية، شبيبة حزب إعادة التأسيس الشيوعي، لنقاش وثيقتين سياسيتين مختلفتين، واحدة قدمها التيار الماركسي والثانية قدمتها كل التيارات الأخرى التي جاءت إلى المؤتمر مجتمعة على شكل كتلة موحدة. لقد برز الماركسيون أقوى من أي وقت مضى وهم الآن تيار محترم داخل صفوف الشباب، تيار أبان في الممارسة عن قدرته على بناء الحزب على أساس أفكار ماركسية صحيحة.

انعقد المؤتمر الوطني للشبيبة الشيوعية (Giovani Comunisti)، خلال الفترة ما بين 19 و21 فبراير بحضور 260 مؤتمر/ة، منتخبين في مؤتمرات محلية نظمت ما بين 08 يناير و16 منه، بمشاركة أكثر من ألفي عضو من المنظمة الشبيبية لحزب إعادة التأسيس الشيوعي.

حصلت وثيقة المعارضة الماركسية "كفاح، احتلال، صمود" على 494 صوتا، أي ما مقداره 24,53% من مجموع الأصوات. مما يعني إذن أن عضو واحدا من كل أربعة أعضاء أعلن عن تبنيه لبديل ثوري واضح؛ والآن تشكل هذه الوثيقة الخط السياسي للجان تنسيقية محلية في تسعة عشر فدرالية محلية، بما في ذلك مدن هامة من قبيل ميلان، وكاسيرتا، وبارما. ونالت الأغلبية في ثلاثة مناطق(1).

اPhoto by Giovani Comunisti.

Photo by Giovani Comunisti.

خلال المؤتمر الأخير للشبيبة الشيوعية، الذي انعقد سنة 2006، عندما كان الحزب مشاركا في الحكومة، حققت الوثيقة المقدمة من طرف منظمة FalceMartelloا(2)،ا7,1% من الأصوات، أي ما مجموعه 420 صوتا(3). وكان عدد المصوتين آنذاك حوالي ستة آلاف. ومنذ ذلك الحين قضت الانشقاقات والأزمات، التي شهدتها التيارات الأخرى، على حوالي ثلث الأعضاء، بينما تيارنا هو الوحيد الذي تمكن من رفع عدد مناضليه وقدرته على العمل السياسي بين الشباب على وجه الخصوص.

مواضيع النقاش

خلال المؤتمر الأخير كانت هناك خمسة وثائق سياسية مطروحة للنقاش، بينما شهد هذا المؤتمر تقديم وثيقتين فقط، الشيء الذي يعود إلى الانشقاقات الأخيرة التي شهدها حزب إعادة التأسيس الشيوعي وأزمة مختلف التيارات البيروقراطية.

حاولت أجهزة الحزب كل ما في وسعها لتوحيد مختلف التيارات السياسية، داخل الشبيبة الشيوعية، وجعلها تتبنى وثيقة "موحدة" وحيدة. لكن مثل تلك الوحدة كانت لتتحقق بالتنازل عن المبادئ، وليست وحدة مبنية على نقاش سياسي جدي حول مختلف الأفكار الموجودة بين صفوف الشبيبة الشيوعية، بل فقط حول بعض الشعارات العامة التي يمكن للجميع أن يتفق عليها، إضافة إلى اتفاق بيروقراطي حول كيفية اقتسام المواقع في الأجهزة القيادية.

كانت الفكرة هي استغلال أزمة الحزب، الذي هزته الهزيمة الانتخابية الأخيرة، لفرض منطق "كلنا صف واحد"، والقول بأننا منهكون جدا، وفي خضم الأزمة لا يمكننا أن نحتمل وجود اختلافات داخلية. وقد تم تبرير الحاجة إلى طمس كل الخلافات بالرغبة الجماعية في إعادة بناء المنظمة الشبيبية. من الواجب التذكير بأن الشبيبة الشيوعية تعرضت لانشقاق يميني خلال شهر فبراير 2009، عندما انشق أنصار القيادة السابقة (تيار فيندولا/ بيرتينوتي) عن الحزب. لقد قضى ذلك الانشقاق على عدة فروع لمنظمة الشبيبة في عدة مناطق من البلد، وخفض عدد أعضاء المنظمة إلى النصف.

الأمين العام باولو فيريرو يتحدث أثناء مؤتمر الشبيبة الشيوعية

الأمين العام باولو فيريرو يتحدث أثناء مؤتمر الشبيبة الشيوعية

عرف حزب إعادة التأسيس الشيوعي ميلا نحو اليسار بعد الهزيمة الانتخابية الساحقة التي تعرض لها سنة 2008، وفقدت القيادة اليمينية السابقة كل مصداقية. لكن القيادة الحالية بدأت، منذ السنة الماضية، تتخلى عن المواقف التي دافعت عنها سنة 2008، وبدأت تنزلق تدريجيا نحو اليمين، وصارت تتبنى أفكارا مشابهة لأفكار القيادة اليمينية السابقة.

وبالتالي فإن مقترح تجميع كل التيارات العاملة داخل منظمة الشبيبة حول وثيقة موحدة، كان محاولة لإجهاض النقاش من أجل ستر الميل اليميني المتزايد الذي يشهده الحزب في ظل قيادة باولو فيريرو، عوض طرحها للنقاش العلني في مؤتمر الشبيبة الشيوعية.

تتعارض مواقف فيريرو الأخيرة تماما مع المواقف اليسارية التي تبناها حزب إعادة التأسيس الشيوعي خلال مؤتمره الوطني سنة 2008. من بين ما تبناه ذلك المؤتمر كان الموقف الذي يعتبر إعادة التأسيس الشيوعي "بديلا استراتيجيا" للحزب الديمقراطي. كان من المفترض أن يضع هذا الموقف حدا للفكرة القائلة بأنه من الضروري الدخول في تحالف مع ذلك الحزب، الذي يسمى بحزب "البرجوازية التقدمية"، من أجل هزم حزب بيرلوسكوني.

يبين كل تاريخ حزب إعادة التأسيس الشيوعي أن مثل هذه التحالفات لا تتمكن من وقف تقدم اليمين على الصعيد الانتخابي، إلا مقابل تحضير عودته مجددا، بشكل أكثر قوة. والآن الأوضاع أسوء. إذ أن حزب إعادة التأسيس الشيوعي لم يتبنى فقط فكرة ضرورة تشكيل تحالف مع الحزب الديمقراطي، بل خرج فيريرو في العديد من المناطق، حيث ستنعقد الانتخابات المحلية قريبا، يدافع عن فكرة تشكيل "حكومة طوارئ ديمقراطية" ضد بيرلوسكوني.

إن مثل هذا التحالف سوف يجمع كل الأحزاب المعارضة لبيرلوسكوني، بما في ذلك قوى من قبيل وسط اليمين [أحد الأحزاب البرجوازية التي نشأت عن انشقاق الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ]. من المفترض أن مهمة هذه الحكومة ستكون "إنقاذ الديمقراطية الإيطالية"، من خلال تسطير قوانين "ديمقراطية جديدة". إنها نسخة عصرية عن "نظرية المرحلتين" القديمة، مع اختلاف واحد هو أن ما نشهده هنا هو مرحلة أولى للوحدة الديمقراطية مع الأحزاب البرجوازية المعارضة لبيرلوسكوني، تليها مرحلة ديمقراطية أخرى سيحدد خلالها حزب إعادة التأسيس الشيوعي بديله الاستراتيجي.

إن تبني مثل هذه السياسة ستكون له عواقب كارثية على الحزب. من الطوباوية التفكير بأنه من الممكن، في ظل الأزمة الحالية التي تعيشها الرأسمالية الإيطالية، والضغوط الهائلة التي تدفع بالبرجوازية إلى شن الهجمات ضد العمال على جميع الأصعدة، الوصول إلى اتفاق حبي سيجعل كل الأحزاب المشاركة في مثل هذا التحالف تكتفي بكل بساطة بإعادة صياغة قوانين اللعبة، التي من المفترض أن تسمح بتشكيل نظام برلماني مبني على تمثيلية نسبية أكبر، مما سيسمح بعودة حزب إعادة التأسيس الشيوعي إلى البرلمان.

لهذه الأسباب وغيرها، أكدنا، نحن التيار الماركسي، قرارنا طرح وثيقتنا الخاصة للنقاش خلال مؤتمر الشبيبة الشيوعية، تحت عنوان: " كفاح، احتلال، صمود ". يتضمن العنوان إحالة واضحة إلى مسلسل احتلال المصانع وحركات المقاومة التي نظمت في عدد من المصانع ضد التسريحات والإغلاقات.

المؤتمرون أثناء التصويت

المؤتمرون أثناء التصويت

خلال الصيف الماضي بميلان كسب عمال مصنع INNSE معركتهم بعد 14 شهرا من احتلالهم للمصنع، والتي طبقوا خلال ثلاثة أشهر منها نظام الإنتاج في ظل الرقابة العمالية. إلا أن مصطلح "مقاومة" هو أيضا إحالة واضحة إلى الحاجة إلى تطوير نضال فعال ضد الفاشية، بالنظر إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انتعاشا للمواقف العنصرية والفاشية. وقعت مؤخرا العديد من الأحداث التي تورط فيها بعض المهاجرين، الشيء الذي استغله اليمين لنشر الهستيريا العنصرية بين بعض فئات المجتمع. والمشكلة تتمثل في أن الحركة العمالية لا تقدم بديلا ملموسا للسياسات اليمينية العنصرية.

يتميز موقفنا السياسي بالدعوة إلى ضرورة تحرير الحزب والشبيبة الشيوعية من قيود الحزب الديمقراطي، وإلى تعميق الجذور داخل صفوف الحركة العمالية، وفي الأحياء العمالية وبين صفوف الحركة الطلابية. لا يمكن القيام بهذه المهام إذا ما دخل الحزب في تحالف مع الأحزاب البرجوازية.

وكما سبق لنا أن شرحنا أعلاه، فقد حاولت أجهزة الحزب أن تظهر وجود وثيقتين خلال مؤتمر المنظمة الشبيبية باعتباره صراعا بين موقف "وحدوي" وموقف "عصبوي". لكن هذا الزعم كان مجرد محاولة منهم لتفادي الدخول في نقاش حول المسائل السياسية وتجريم كل معارضة داخلية. وقد شن هذا الهجوم ضد التيار الماركسي بوجه خاص من جانب التيار الستاليني، الذي يسيطر في الوقت الحالي على هياكل الحزب ويمتلك أغلبية نسبية داخل صفوف المنظمة الشبيبية.

وهكذا تم تصويرنا على شكل مجموعة عصبوية صغيرة تحاول فقط استغلال محطة المؤتمر لتقوم "بحساب" عدد مناصريها، وتستغل "السخط" الموجود داخل الحزب لخدمة أهدافها الخاصة. لكن النقاشات التي دارت في المؤتمرات المحلية والوطنية، والطريقة التي تدخلنا بها، والتصويت الذي حصل، كل ذلك بدد هذه المزاعم. لقد برز الماركسيون، على عكس المزاعم التي تقول بكونهم تيارا هامشيا، خلال المؤتمر باعتبارهم مكونا شرعيا هاما من مكونات المنظمة الشبيبية، ويتقوى باستمرار.

النقاش داخل المؤتمر الوطني

خلال المؤتمر تدخل حوالي خمسة عشر من مناضلي التيار الماركسي في النقاش. ولم يقتصر الرفاق على مجرد تكرار الأفكار الواردة في وثيقتنا، بل طرحوا في النقاش الخبرة الملموسة التي راكمها الرفاق المنخرطون في النضالات اليومية التي يخوضها العمال والشباب، وفي بناء المنظمة الشبيبية وحزب إعادة التأسيس الشيوعي خلال هذه المرحلة الصعبة. نشعر أنه بإمكاننا القول، بدون أية مبالغة، إن تدخلاتنا قد ساهمت بشكل حاسم في فتح نقاش علني، طرحت خلاله مختلف وجهات النظر على المحك، مما أنقذ المؤتمر من أن يتحول إلى مجرد احتفال بالأغلبية "الموحدة".

كان هناك تبادل حي للأفكار، شارك فيه الأمين العام الوطني لحزب إعادة التأسيس الشيوعي باولو فيريرو. والذي عمل، أثناء تحيته للمؤتمر على الرد على مداخلة الرفيقة مرغريتا كوليلا، التي انتقدت فيها خط التحالف مع يسار الوسط وفكرة "الجبهة الديمقراطية" مع الحزب الديمقراطي ضد بيرلوسكوني.

أعاد فيريرو ترديد نفس العبارات الجوفاء القديمة حول "ديمقراطية الطوارئ" لدعم موقفه، لكنه سرعان ما تلقى ردا من جانب أحد أنصار وثيقة الأغلبية من صقلية، والذي تساءل عن كيف يمكن تبرير التحالف، للعمال والشباب، مع حزب مثل يمين الوسط، ذو العلاقات الوثيقة مع المافيا.

تصبح محاولة تصويرنا على شكل مجموعة صغيرة معزولة عن الواقع، أكثر إثارة للسخرية عندما ننظر إلى قائمة الرفاق الذين تدخلوا في النقاش باسم تيارنا: عمال مؤقتون، عمال موسميون يشتغلون في تعاونيات، مناضلون طلابيون في حركة Onda ["الموجة"، وهو الاسم الذي تبنته الحركة الطلابية الإيطالية خلال الخريف الماضي]، وعمال صناعيون.

وثيقة موحدة، غير موحدة

خلال المؤتمر برزت إلى السطح بكل حدة الاختلافات الإستراتيجية الموجودة بين مختلف التيارات التي جاءت مجتمعة للدفاع عن الوثيقة الأولى. ومن بين المناسبات التي حدثت خلالها هذه المواجهات هي النقاش حول توصية صودق عليها بالإجماع في المؤتمر الإقليمي الفدرالي لكتانيا (صقلية)، والتي انتقدت بشدة فكرة التحالف مع حزب يمين الوسط. وقد عارضها مناصر لتيار “Essere Comunisti” الستاليني، والذي تحدث عن الضرورة الملحة، في "مرحلة الطوارئ الديمقراطية"، للدخول في اتفاق مع كل قوة سياسية تريد تعديل قوانين النظام السياسي الإيطالي، والدفاع عن الدستور، ودعا إلى أن يتم تقييم الاتفاقات مع الحزب الديمقراطي "حالة بحالة".

الرفيقة مارغاريتا كوليلا، عن تيار المطرقة والمنجل

الرفيقة مارغاريتا كوليلا، عن تيار المطرقة والمنجل

قمنا بتوجيه نقد رفاقي لكلا هذين الموقفين وخاصة لموقف يسار أنصار الأغلبية. وشرحنا أن ما نحتاجه داخل الشبيبة الشيوعية، لتغيير المسار، هو خوض نضال معارض حازم وصريح على أساس برنامج ومقترحات ملموسة، وليس الاكتفاء بتغييرات اللحظة الأخيرة.

كما شرحنا أيضا أنه ليس من الكافي الاقتصار على نقد الاتفاقات مع حزب يمين الوسط، لأننا نعتبر أن هذا الحزب لا يختلف من حيث الجوهر عن الحزب الديمقراطي، الغير منفصل عن المافيا في جنوب إيطاليا، والذي يدافع في كل مكان عن مصالح البرجوازية وكبار الرأسماليين.

إلا أننا وبالرغم من تقديمنا لهذا النقد، صوتنا لصالح توصية كتانيا، والتي مرت خلال المؤتمر الوطني بـ 110 أصوات لصالحها، مقابل 104 ضدها، و24 امتنعوا عن التصويت.

بعد ذلك كان هناك تصويت على توصيتين صودق عليهما في مؤتمر كاسيرتا الإقليمي، حيث كسبنا الأغلبية. التوصية الأولى بعنوان: "من أجل يوم 08 مارس للنضال"، إضافة إلى طرح سلسلة من المقترحات الواضحة حول كيفية الاشتغال بين النساء العاملات والشابات، حيث وجهنا نقدا قويا للموقف المدافع عن الكوطا النسائية السائد داخل الحزب، وهي التوصية التي لم تعارضها سوى خمسة أصوات. بينما ناقشت التوصية الثانية الحاجة إلى إعادة إحياء النضال ضد المافيا باعتباره نضالا ضد الرأسمالية واقترحت عقد اجتماع للشبيبة الشيوعية بالجنوب في كاسيرتا، الإقليم الشهير بأنشطة الـ "كامورا"(4). وقد مرت هذه التوصية بأغلبية ساحقة، إذ لم يمتنع سوى ثلاثة عن التصويت.

وهكذا انتهت محاولة ربط الجميع معا، بواسطة "وثيقة موحدة"، بسلسلة من الانشقاقات إلى التيارات المختلفة التي سبق أن جمعت معا حول الوثيقة الأولى. وقد ظهر هذا أساسا بانبعاث تيار "movementista" القديم في مواجهة التيار الستاليني(5).

ومن تم فإن "القيادة الموحدة" التي نشأت عن هذا المؤتمر اتخذت شكل مساومة بين مختلف التيارات، على قاعدة إخفاء الاختلافات الحقيقية، وعدم النقاش حولها، وعلى قاعدة نفاق دائم. أما نحن فإننا غير مستعدين للدخول في مثل هذه الاتفاقات الغير مبدئية، ونفضل التعبير عن مواقفنا بشكل واضح. وهذا هو الأساس الذي انتخب على قاعدته 12 مناضلا ماركسيا، من بين 50 عضوا، إلى لجنة التنسيق الوطنية الجديدة.

وفي النهاية حصلت الوثيقة السياسية، التي طرحناها نحن في المؤتمر، على تأييد 28% من المؤتمرين، وهو الدليل على المزيد من الميل نحو موقفنا من طرف بعض المؤتمرين خلال سيرورة النقاش. إننا نعتقد أن المؤتمر قد بين صحة مواقفنا السياسية، وصحة برنامجنا وتحاليلنا، باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات الشبيبة الشيوعية. لقد كانت مواقفنا ردا معارضا ضد البيروقراطية، ردا غير متساهل مع التصور الستاليني الخاطئ عن تاريخ الحركة الشيوعية باعتبارها حركة أحادية، ويرى بوجود الحاجة إلى مواجهة الانحطاط الستاليني.

لم تكن وثيقة "نضال، احتلال، مقاومة"، بالتالي، مجرد محاولة لتجميع مشاعر السخط المتراكمة بين صفوف قواعد المنظمة. لقد قدمت بديلا ملموسا، مبنيا على أساس النضال من أجل الأفكار الشيوعية الثورية الحقيقية، على أساس أخذ المطالب المباشرة للعمال والشباب الإيطاليين بعين الاعتبار. إنها وثيقة مبنية على أساس الفكرة القائلة بأنه يجب علينا إعادة بناء الشبيبة الشيوعية، وحزب إعادة التأسيس الشيوعي، في المصانع وأماكن العمل، وفي الأحياء العمالية، وفي المدارس والجامعات، في معارضة لجميع الأحزاب البرجوازية. نعتقد أنه بواسطة هذا البرنامج، والمطالب التي رفعناها، يمكننا أن نبدأ بداية جديدة، ونحضر شروط المقاومة التي يحتاجها الشباب والعمال والمهاجرون في هذا البلد.

لقد برزنا في هذا المؤتمر باعتبارنا تيارا قويا داخل صفوف الشبيبة الشيوعية. لقد بينا أننا لسنا مجموعة هامشية مثلما تزعم قيادة الحزب. إننا مكون شرعي من مكونات الشبيبة الشيوعية والحزب، وأفكارنا صارت تلاقي اهتماما يتصاعد باستمرار. وهذا راجع إلى أن أفكارنا، أفكار الماركسية الحقيقية، تستجيب لحاجيات العمال والشباب، في ظروف الأزمة الحالية للنظام الرأسمالي. إن هدفنا هو بناء الحزب على أساس الأفكار الشيوعية الحقيقية.

هوامش:

  1. [إيطاليا مقسمة إلى حوالي 110 أقاليم، ضمن 20 منطقة] (لإطلاع على تفاصيل أكثر عن نتائج المؤتمر انظر: Dati finali convalidati dalla commissione nazionale per la Conferenza)

  2. [المطرقة والمنجل، الفرع الإيطالي للتيار الماركسي الأممي]

  3. (انظر نتائج مؤتمر 2006، عندما طرح التيار الماركسي الوثيقة الرابعة للنقاش: III Conferenza nazionale Giovani comunisti - Risultati

  4. [وهو الاسم الذي يطلق على الجريمة المنظمة في نابولي]

  5. [ملحوظة: يمكن ترجمة كلمة movimentismo حرفيا إلى حركية، أي تلك التيارات السياسية التي تعتقد ان الحركة هي كل شيء، والتي تؤكد على أهمية النشاط السياسي الراديكالي لمختلف "الحركات" من قبيل الحركات المعارضة للعولمة، والحركات المعارضة للحرب، الخ. وتقلل من أهمية، أو حتى تنكر أهمية الحزب العمالي الثوري المنظم]