الهندوراس النظام يلجأ إلى القمع، والطبقة العاملة تنتفض

Arabic translation of Honduras: Regime resorts to repression - Insurrection in working class neighbourhoods (September 23, 2009)

خلال الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، 22 شتنبر، هاجمت قوات البوليس والجيش بعنف آلاف المتظاهرين المؤيدين للرئيس الهندوراسي ميل ثيلايا وطردتهم بوحشية من أمام السفارة البرازيلية بالعاصمة تيغوثيغالبا. كان ثيلايا قد أسقط من الحكم بانقلاب عسكري، يوم 28 يونيو، ومنذ ذلك الحين، وطيلة 86 يوما، والعمال والفلاحون والشباب منخرطون في حركة مقاومة بطولية ضد الحكومة الانقلابية التي يقودها ميشيليتي. وأمام ذهول الجميع تمكن ثيلايا من الدخول إلى البلد بسرية وطلب اللجوء إلى السفارة البرازيلية يوم الاثنين، 21 شتنبر، ومن هناك وجه خطابا إلى الشعب للخروج من أجل حمايته.

خرج عشرات الآلاف من أبناء الشعب للاحتفال أمام السفارة البرازيلية بالرغم من أن نظام الأوليغارشية الذي يمثله ميشيليتي كان قد أعلن حظر تجول في كل أنحاء البلد، منذ يوم الاثنين على الساعة الرابعة مساء وتم تمديده إلى السادسة مساء من يوم الأربعاء. لقد أدى مجيء ثيلايا إلى تصليب ساعد حركة المقاومة وشكل تحديا مباشرا لسلطات مدبري الانقلاب، الذين لم يكن في مقدورهم البقاء مكتوفي الأيدي، فاستغلوا حقيقة أن الكثير من المتظاهرين كانوا قد عادوا إلى منازلهم، قبيل السادسة مساء، فقام المئات من قوات مكافحة الشغب والجيش المدججين بالأسلحة والعربات المدرعة، والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية، بمهاجمة الخمسة آلاف متظاهر ومتظاهرة الذين كانوا ما يزالون أمام السفارة. كان القمع وحشيا وفي الأخير اضطر المحتجون إلى التفرق، وفشلت محاولاتهم مقاومة قوات تفوقهم عددا وعدة.

تعرض أكثر من 200 متظاهر للاعتقال واقتيدوا إلى ملعب شوشي سوسا، في مشاهد تذكر بالملعب الوطني في تشيلي بعد انقلاب بينوتشي. هناك تقارير تؤكد أن 80 شخصا نقلوا إلى المستشفى وأن اثنين لقيا مصرعهما، إلا أن هذه الأخبار لم تتأكد بعد، وفي ظل القمع والحصار الإعلامي وحضر التجوال، من الصعب الحصول على أية معلومات موثوق بها.

بقيت الأوضاع متوترة للغاية أمام مقر السفارة طيلة اليوم. وقد احتل البوليس والجيش جميع المنازل المحيطة بالسفارة، مما أدى إلى انتشار إشاعة مفادها أنهم يحضرون لتنفيذ هجوم على السفارة وقتل الرئيس ثيلايا، ليزعموا بعد ذلك أنه انتحر. ليس هناك أي شك في أن نظام ميشيليتي قادر على القيام بذلك، إلا أنه تراجع ربما خوفا من الانعكاسات الدولية لمثل هذا العمل.

لكن هذا القمع الهمجي لم يتمكن من كسر إرادة الطبقة العاملة الهندوراسية مقاومة الانقلاب. حسب التقرير الذي قدمته الجبهة الوطنية للمقاومة، فقد تم تنظيم العديد من المظاهرات الجماهيرية الحاشدة وإقامة المتاريس في جميع الأحياء العمالية بالعاصمة واندلعت احتجاجات مشابهة في أهم المدن عبر البلد. كما أن هناك تقارير عن تنظيم مظاهرات واحتجاجات في الجماعات القروية الصغرى أيضا. وقائمة الأماكن التي خرج فيها أبناء الشعب لمقاومة القمع وتحدي حضر التجوال، بل وتمكنوا، في بعض الحالات، من هزم قوات الجيش والبوليس، طويلة.

قدمت جبهة المقاومة الوطنية تقارير عن مظاهرات في 21 حي عمالي بالعاصمة. كما تمت إقامة المتاريس في العديد من المناطق الأخرى من أجل منع الجيش والبوليس من الدخول إليها. وحسب تقرير لإذاعة غلوبو، هاجمت الجماهير بسان فرانسيسكو مركزا للشرطة واحتلوه.

نفس الحالة تتكرر عبر تراب البلد، وتتحدث التقارير عن مظاهرات ومواجهات مع الجيش والبوليس في غوادالوبي وكارني وتوكوا وتروخيلو وتيلا وتريونفو ديلا كروث وسان خوان تيلا وكورتيث وسان بيدرو سولا وبروغريسو وغيرها.

وقد وصف أحد قادة المقاومة الوضع بكونه "انتفاضة" في الأحياء العمالية والفقيرة بالعاصمة. إن هذه المقاومة الواسعة تحدث بالرغم من الحصار الإعلامي الشبه المطلق المفروض، حيث تتجاهل جميع وسائل الإعلام، باستثناء إذاعة غلوبو وقناة 36، المظاهرات الاحتجاجية. وقد دعت جبهة المقاومة إلى تنظيم مظاهرة جماهيرية يوم الأربعاء، 23 شتنبر، ابتداء من الثامنة صباحا، أمام الجامعة.

في هذه الأثناء حاول نظام ميشيليتي أن يظهر قوته في المؤتمر الصحفي الذي نظم بمشاركة ممثلي أهم منظمة لرجال الأعمال COHEP، التي وعدته بتقديم الدعم الكامل. إلا أن وحدة النظام رهينة بمدى خوفهم من الحركة الجماهيرية. وقد بدأت، منذ الآن، بعض القطاعات من الطبقة السائدة تفكر في إمكانية محاولة الوصول إلى اتفاق مع ثيلايا من أجل الحيلولة دون السقوط الكلي لنظام الانقلابيين. ومن الواضح أن ميل ثيلايا لن يقبل بالشروط التي وضعها ميشيليتي (المتمثلة في أنه على ثيلايا أن يتخلى عن منصبه الرئاسي ويقبل بمشروعية انتخابات التاسع والعشرين من نوفمبر التي دعا إليها النظام وأن يمثل أمام المحكمة) الموجهة أساسا للاستفزاز.

إن مدبري الانقلاب والطبقة السائدة الهندوراسية واقعون تحت ضغleftط هائل. وقد تسببت الأزمة الثورية في خسائر بالملايين لأعمالهم ويمكن أن يبدأ البعض منهم في التفكير في المدى الذي يمكنه أن يصله احتماله. إذ أنهم يخافون، قبل كل شيء، من أن تؤدي انتفاضة الجماهير إلى كنس النظام بأسره إذا ما واصل ميشيليتي التشبث بموقفه المتصلب.

سوف تكون الساعات والأيام القليلة المقبلة حاسمة. ولقد أثبتت البنية التنظيمية لجبهة المقاومة قدرتها على الاستمرار في التعبئة، بل وهزم قوى القمع في بعض الحالات وطردهم من تلك الأحياء. سوف تكون المعركة اليوم من أجل السيطرة على الشوارع الرئيسية في العاصمة. ينبغي على لجان المقاومة أن توسع مهامها لتسير الحياة اليومية في تلك المناطق. لقد استولى الجيش على الشركة الوطنية للطاقة (ENEE) وقطع الكهرباء والماء عن العديد من المناطق. ينبغي على نقابة عمال هذه الشركة أن تقوم، إلى جانب لجان المقاومة، بضمان إعادة تزويد تلك المناطق بالماء والكهرباء.

من جد المحتمل أن تتعرض مظاهرة اليوم لقمع شرس من طرف الجيش والبوليس. لذا ينبغي على منظمي الحركة أن يعملوا، بواسطة لجان الأحياء التابعة لجبهة المقاومة، على إقامة المتاريس من أجل الدفاع عن الأحياء ولتنظيم الهجوم إذا ما اقتضت الضرورة وكان ذلك ممكنا. ينبغي توجيه نداء إلى قواعد الجيش، مثل ذلك الذي وجهه ثيلايا مؤخرا: "لا تطلقوا النار على الشعب، وجهوا أسلحتكم ضد ضباطكم". إن قواعد الجيش الهندوراسي هم أيضا أبناء الطبقة العاملة والشعب الفقير. ينبغي على أسرهم وأصدقائهم أن ينظموا حملة دعاية ممنهجة معهم لإقناعهم بأن موقعهم الحقيقي إلى جانب الشعب وليس إلى جانب الأوليغارشية. لكن ما سوف يكسر الجيش، في آخر المطاف، ويسقط النظام هو الاقتناع بأن العمال والفلاحين والفقراء هم السادة الحقيقيون، وذلك من خلال تنظيم المظاهرات الحاشدة في الشوارع و إقامة المتاريس والإضراب العام الثوري.

  • عاش نضال الشعب الهندوراسي!
  • فلتسقط ديكتاتورية ميشيليتي! فلتسقط الأوليغارشية!
  • هيا إلى المظاهرات الجماهيرية والإضراب العام والانتفاضة الوطنية!

Source: Marxy.com