!اليونان: الإضراب الجماهيري العام ليوم 24 فبراير: لقد عادت الحركة العمالية إلى النضال مجددا

لقد اهتزت اليونان يوم 24 فبراير، بإضراب عام من 24 ساعة. وقد سجل الإضراب في بعض القطاعات نسبة مشاركة بلغت 100%، ووصل عدد العمال الذين انخرطوا في الإضراب في القطاع الصناعي في مجمله إلى 70%. كان هذا هو رد الطبقة العاملة اليونانية على الإجراءات التقشفية الحكومية القاسية. والمهمة المطروحة الآن هي البناء على هذا الأساس ومواصلة الضغط من أجل فرض التراجع الشامل.

توقفت الآلات، وبقيت البواخر راسية في أماكنها، وشل قطاع النقل العمومي، كما توقفت دواليب الدولة عن الاشتغال. إن الطبقة العاملة اليونانية يوم أمس، بالرغم من كل المحاولات التي بذلتها الحكومة والبورجوازية وكبريات وسائل الإعلام من أجل تجميد حركتها عبر عاصفة من الإرهاب الإيديولوجي والسياسي، ردت بقوة. لقد عادت الطبقة العاملة إلى الحركة من خلال إضراب عام جماهيري، حيث بعثت رسالة عصيان اجتماعي للعدو الطبقي وممثليه السياسيين. لقد كانت هذه هي طريقتها في القول بأن الطبقة العاملة، وبعد الهجمات المتتالية التي صاحبت الأزمة الاقتصادية، والسياسات الحكومية، قد خرجت من حالة السلبية وبدأت في تنظيم الهجوم المضاد.

لقد كانت نسبة المشاركة في الإضراب العام، حسب أرقام الكونفدرالية العاملة للعمال اليونانيين (GSEE)، مرتفعة في جميع المصانع والورشات الكبرى. بلغت نسبة المشاركة في ورشات “Scaramanga” لصناعة السفن 100%، نفس النسبة سجلت في معامل التكرير، والبواخر والموانئ، كما سجلت نسبة 90% في قطاع البناء، و70% في الأبناك وشركة الكهرباء العمومية (DEΙ) وشركة الاتصالات الشبه العمومية (OTE)، والبريد، وقطاع السكك الحديدية العمومية (OSE)، والشركة العمومية للماء الصالح للشرب (EYDAP)، وقد سجلت في القطاع الصناعي في مجمله نسبة 70%. ومن جهة أخرى بينت التقديرات أن نسبة المشاركة في الإضراب بالشركات المتوسطة والصغرى كانت ضعيفة، خاصة في قطاعي الخدمات والتجارة، حيث تسجل النقابات حضورا ضعيفا جدا، ويرتفع الخوف من التسريحات.

نظمت المظاهرات في 70 مدينة عبر البلاد، وقد كانت أغلبها حاشدة. ومرة أخرى شهدت أثينا تنظيم مظاهرتين مستقلتين، إحداهن من تنظيم نقابة الموظفين العموميين- والكونفدرالية العامة للعمال اليونانيين (GSEE-ADEDY) والأخرى من تنظيم جبهة كل العمال المناضلين (PAME). وقد ضمت كلتا المظاهرتين ما مجموعه 50,000 شخص، أغلبهم شارك في مظاهرة GSEE-ADEDY (أكثر من 30,000 شخص). وقد كانت الشعارات الأكثر ترددا هي: "يجب على الأقلية الحاكمة أن تدفع ثمن الأزمة"، "لا مزيد من الأوهام، إما الرأسمال أو العمال"، و"ائتلاف الحزب الاشتراكي اليوناني (PASOK) وحزب الديمقراطية الجديدة، يعني ارتفاع الأسعار، والأزمة الاقتصادية، والبطالة"، الخ.

كانت الخطابات التي ألقيت من المنصة جد راديكالية، وتعكس المزاج الكفاحي الذي صار يشتعل بين صفوف قواعد الحركة العمالية.

تحدث رئيس GSEE ، باناغوبولوس، في خطابه عن "إضراب سياسي عظيم"، كما أكد أيضا على أن "العاطلين والمتقاعدين والشعب العامل لن يدفعوا ثمن الأزمة". لكنه تفادى، مرة أخرى، تقديم أي نقد ذاتي للموقف السابق الذي اتخذته أغلبية قيادة GSEE بمشاركتها في ما أسمي بـ"الحوار الاجتماعي" مع الحكومة طيلة الأشهر الثلاثة الأخيرة، متسببة بذلك في نشر الارتباك والأوهام بين صفوف الحركة العمالية، إضافة إلى منح الحكومة والرأسماليين الوقت الضروري لشن هجمتهم الشاملة. كما أنه لم يقل شيئا بخصوص الحاجة إلى تطوير النضال، من أجل التصدي لهذه الهجمة.

وقد أكدت قيادة PAME على أنه "يجب على العمال أن لا يقدموا أية تضحيات لصالح مالكي الثروة"، وأشارت إلى أن " PAME سوف يستخدم هذا الإضراب الجديد الكبير والناجح لتصعيد نضالاته، لكي يصير نضال العمال كابوسا دائما بالنسبة للحكومة والرأسماليين، مع التحضير للمظاهرة التالية المزمع تنظيمها يوم 08 مارس المقبل". بعبارة أخرى إن قيادة PAME لم تستخلص أية دروس من فشل المظاهرات الانفرادية السابقة، ولا من تجربة يوم أمس حيث عجزت ليس فقط عن حشد عدد أكبر من مظاهرات GSEE-ADEDY ، بل أيضا عجزت عن كسب الدعم حتى من جانب حلقات الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية. لقد رفض قادة PAME بشكل منهجي تطبيق الشعار اللينيني بخصوص الجبهة الموحدة، الشيء الذي يفسر لماذا ما تزال PAME أقلية بالرغم من أن العمال قد عادوا إلى النضال.

إن الشيء الأهم الذي علينا التأكيد عليه هو أن يوم أمس شهد القيام بأول خطوة هامة من جانب الحركة العمالية اليونانية. لقد أبانت الطبقة العاملة عن رغبتها في النضال. ويجب على قيادة الطبقة العاملة الآن أن تعبر عن المزاج السائد بين صفوف القواعد وأن تدفع بالنضال إلى الأمام، من خلال الوحدة والتصميم، إلى أن يتم التراجع الكامل عن الإجراءات الحكومية الرجعية بخصوص الضمان الاجتماعي والضرائب وأجور العمال وعلاقات الشغل، بهدف تبني سياسة تضمن توفير مناصب الشغل وأجور مناسبة ومستويات عيش كريمة لكل العمال.

أنظر أيضا: المطالب البرنامجية للتيار الماركسي Marxistsiki Foni التي أصدرناها في منشورنا يوم أمس.