في تلك الأثناء كانت الأحداث تتحرك بسرعة. كان الصراع الطبقي يسير بخطى متسارعة. خلال عام 1913، شارك حوالي مليون عامل في الإضرابات في عموم روسيا ؛ أكثر من نصف مليون شخص من هؤلاء شاركوا في إضرابات سياسية. وبحلول صيف 1913 غرقت روسيا في خضم أزمة سياسية. خلال اجتماع للحزب في غاليسيا البولندية (التي كانت آنذاك تحت الحكم النمساوي)، تم وضع منظور لاقتراب ثورة جديدة. «إن اندلاع ثورة جديدة صار على رأس جدول الحياة السياسية للبلاد»[1]. وفي سياق التجذر العام آنذاك شهد تأثير المناشفة تراجعا حادا. أصبح البلاشفة بسرعة القوة المسيطرة بين صفوف الطبقة العاملة المنظمة في روسيا. قال باداييف: «لقد تمت تقوية عمل الحزب وتوسيعه، وتم تشكيل مجموعات جديدة وأصبحت المجموعات القديمة أكبر وأكثر فاعلية»[2].
...