النظام الرأسمالي يتداعى
صار فيروس كورونا محفزا لانهيار أسواق الأسهم، مع تسجيل انخفاض حاد في كل مكان خلال “يوم الاثنين المشؤوم”. ويشكل هذا الوباء “صدفة” تاريخية فضحت المرض الزمن للنظام الرأسمالي، ويهدد بأن يتحول في أي لحظة إلى ركود أعمق حتى من 2008.
صار فيروس كورونا محفزا لانهيار أسواق الأسهم، مع تسجيل انخفاض حاد في كل مكان خلال “يوم الاثنين المشؤوم”. ويشكل هذا الوباء “صدفة” تاريخية فضحت المرض الزمن للنظام الرأسمالي، ويهدد بأن يتحول في أي لحظة إلى ركود أعمق حتى من 2008.
كانت السوفييتات هي الساحة الحاسمة للنضال، دون شك. ومنذ اللحظة الأولى لعودة لينين، صار الحزب البلشفي موجها بحزم نحو هدف الاستيلاء على السلطة. لكن الشرط المسبق لذلك كان هو كسب الأغلبية الساحقة من الطبقة العاملة. وكان هذا يعني كسب الأغلبية داخل تلك المنظمات التي تتمتع بولاء جماهير العمال والجنود، أي السوفييتات. لكن العائق الكبير كان هو هيمنة الزعماء الإصلاحيين، المناشفة والاشتراكيين الثوريين، عليها. فمن فبراير حتى الصيف، استمرت الأغلبية في يد المناشفة والاشتراكيين الثوريين الذين فضلوا التحالف مع الليبراليين البرجوازيين، رغم أنهم اضطروا إلى تغطية هذه السياسة باستخدام الصيغة القديمة، “دعم الحكومة المؤقتة ‘بقدر’ ما طبقت هذه السياسة أو تلك”. كان هذا لإسكات انتقادات العمال السوفياتيين الذين كانوا بطبيعتهم لا يثقون في الحكومة البرجوازية، لكنهم كانوا يثقون في قادتهم وما كانوا ليتخلوا عنهم بشكل تلقائي، رغم أنهم لم يكونوا يتفقون مع بعض سياساتهم. كان وضع البلاشفة في البداية سيئا للغاية. كان ضعفهم داخل السوفييتات، بعد فبراير مباشرة، أكبر مما تشير إليه الأرقام. كانت لديهم تمثيلية كبيرة في بعض السوفييتات لأنهم تعاونوا مع المناشفة لتقديم قوائم مشتركة. وهكذا تمكن البلاشفة، في ساراتوف، من الحصول على ثلاثة مقاعد من أصل خمسة في هيئة رئاسة السوفييت، بينما لم يكن لديهم سوى 28 نائبا من أصل 248 نائبا في الجلسة العامة[1].
بدأ البلاشفة، ببطء في البداية، لكن بنشاط يتزايد أكثر فأكثر، يعيدون تجميع صفوفهم. وتحت قيادة ياكوف سفيردلوف، المنظم البارع الذي لا يعرف الكلل، المنحدر من جبال الأورال، سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها في بتروغراد. لم ينجح القمع في تدمير الحزب، وهذا لم يكن صدفة. كانت الثورة المضادة ما تزال تتلمس طريقها وكانت ما تزال مضطرة لتمويه تصرفاتها من خلال التحدث باسم الثورة والسوفييتات. وحتى القوات التي أخمدت مظاهرة يوليوز قامت بذلك باسم الدفاع عن السوفييتات. كان من شأن الهجوم الصريح أن يتسبب لهم في المشاكل، على الرغم من أن ذلك هو ما أراده كيرينسكي. كانوا مضطرين للتقدم بحذر. وحتى محاكمات “العملاء الألمان” اضطروا إلى تأجيلها، جزئيا بسبب الافتقار الكامل لأي دليل. لكن ورغم ذلك كانت الظروف ما تزال صعبة بالطبع. لقد أدى فقدان المقرات والسجلات إلى تعطيل العمل مؤقتا. اشتكى أحد أعضاء اللجنة التنفيذية قائلا: «لقد فقدنا كل شيء تقريبا، مستنداتنا وحساباتنا وأموالنا، فقدنا حرفيا كل شيء!». كان منع برافدا ضربة موجعة، واضطر الحزب إلى إصدار منشورات تنسخ بطابعة يدوية متداعية تعود إلى فترة النظام القيصري. ولم يتمكن البلاشفة من استئناف نشر جريدتهم بشكل عادي إلا مع مطلع شهر غشت. ومع ذلك فقد كانت المعنويات تتعافى بسرعة. تمكن سفيردلوف من إرسال تلغراف إلى المنظمات الحزبية في المقاطعات ليخبرها أن «المزاج العام في بيتر [الاسم العامي لبيتروغراد] ممتاز. لقد مررنا من المحنة. المنظمة لم تتحطم»[1].