كل الدعم لكورد سوريا ضد الغزو التركي!

يبدو أن تركيا قد بدأت، أو أنها ستبدأ قريبا، في الهجوم على جيب عفرين الذي يحكمه الكورد في شمال غرب سوريا. إن التحضيرات لهذه العملية مستمرة منذ شهور، فقد حاصرت القوات التركية المنطقة من الجنوب، كما حاصرت، عن طريق عملائها -من يسمون بالجيش السوري الحر- المنطقة من الشرق وعملت على تحصين وقصف المنطقة خلال الأسابيع القليلة

الماضية.

بالنسبة لنظام أردوغان، يمثل وجود كيان كوردي مستقل على الحدود التركية تهديدا، لأنه يقوي حركة الأقلية الكوردية المضطهدة داخل تركيا. أردوغان لم يخف أبدا حقيقة أن أولويته الرئيسية الحالية في سوريا هي هزيمة الحركة الكوردية، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي هو منظمة شقيقة لحزب العمال الكوردستاني في تركيا.

وقد التزمت وسائل الإعلام في الغرب الصمت عن هذه الأحداث. هؤلاء "المدافعون عن الحرية والديمقراطية" يغلقون أعينهم عن حقيقة أن هناك 200.000 رجل وامرأة وطفل تحت رحمة آلة القتل الوحشية للجيش التركي. وواشنطن، التي استخدمت القوات الكوردية لمكافحة داعش، قد غسلت أيديها قبل أيام استعدادا لما كان سيحدث. يوم 16 يناير، قال المتحدث باسم البنتاغون، الرائد أدريان رانكين-غالواي، عن عفرين: «نحن لا نعتبرهم [الكورد] جزءا من عملياتنا لهزم داعش التي نقوم بها هناك، ونحن لا ندعمهم وليست لدينا أي صلة بهم على الإطلاق». وبطبيعة الحال، فإن قادة الاتحاد الأوروبي، الذين أبرموا صفقة قذرة مع أردوغان لوقف تدفق اللاجئين اليائسين القادمين من الشرق الأوسط، لم يقولوا أي شيء.

آخر قطعة في اللغز كانت هي روسيا، التي استدعاها حزب الاتحاد الديمقراطي إلى عفرين منذ نحو عام لتكون بمثابة حائط صد ضد العدوان التركي. لكن بعد سلسلة المفاوضات التي تمت خلال الأسبوع الماضي، قررت روسيا سحب قواتها صباح اليوم، وبعد ذلك بدأت الحملة التركية على الفور.

نظام الأسد، الذي يحاول تحقيق بعض المكاسب لنفسه، حذر يوم أمس من أنه سوف يسقط الطائرات التركية، لكن وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، قال يوم أمس الجمعة: «تركيا تعرف جيدا أن قدرة نظام الأسد على تنفيذ تهديداته ضدها "محدودة"». نظام الأسد هو مجرد رهينة في يد روسيا وإيران اللتان أبرمتا اتفاقا مع تركيا. وعلى أية حال، فإنه يبدو أن نظام الأسد قد تم تحييده بطريقة أو بأخرى. وهناك تقارير تفيد بأن القادة الكورد عندما رأوا انسحاب القوات الروسية تواصلوا مع الحكومة السورية من أجل عودة مؤسسات الدولة السورية إلى عفرين ورفع العلم السوري هناك، وقالت التقارير إن النظام رفض ذلك.

كما هو الحال دائما، لا تمثل القوميات "الصغيرة" سوى عملات صغيرة في ألعاب وصراعات القوى الكبرى. فبمجرد ما تنتهي تلك القوى من استخدامهم، لا تتردد في سحقهم أو السماح للآخرين بالقيام بذلك. في العديد من المناسبات وعدت الولايات المتحدة وروسيا وإيران ونظام الأسد الكورد بتقديم الدعم لهم، بل حتى أردوغان استند بدوره على الحركة الكوردية في تركيا، حتى عام 2014 عندما صار حزب الشعوب الديمقراطي الكوردستاني فجأة يمثل تهديدا لحكمه. لكن الطبقة الحاكمة ليس لها أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، بل لها مصالح دائمة، وليس لأي من حكام الشرق الأوسط أي مصلحة في وجود كوردستان مستقلة، والتي ستشكل تهديدا لكل من العراق وسوريا وإيران. إن ما يجري الآن هو مؤشر على الطريقة التي ستسير بها العملية في بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الكورد في سوريا.

لا يمكن للشعب الكوردي أن يثق إلا في قوته الخاصة وفي العمال والفقراء المضطهدين الآخرين في المنطقة. لقد جاءت ثورة روج آفا جزءا من الثورة السورية الأولى، ولم تنجح إلا بفضل أساليبها الثورية والديمقراطية التي تتوجه إلى فئات واسعة من العمال والفقراء في المنطقة. تلك هي نفس الأساليب التي يمكن لها أن تنقذ عفرين الآن. أول ما نحتاج إليه هو توجيه النداء والتعبئة العامة للجماهير الكوردية في تركيا والعراق وإيران: الدعوة إلى تنظيم مظاهرات جماهيرية وإضرابات في جميع أنحاء المناطق الكوردية، لإنهاء الحرب الوحشية من جانب واحد ضد الكورد. ثانيا، يجب توجيه نداء إلى جميع العمال والفقراء في تلك البلدان للانضمام إلى الجماهير الكوردية في كفاحها ضد الأنظمة الرجعية، لا سيما في تركيا، لكن أيضا في سوريا والعراق وإيران. وأخيرا، يقع على كاهل قادة الحركة العمالية في الغرب واجب فضح السلوك الإجرامي للحكومات الغربية المتواطئة مع جرائم نظام أردوغان.

إن نضال الشعب الكوردي من أجل حقه في العيش بحرية وفقا لرغبته وامتلاك وطن خاص به، هو نضال جميع العمال والشباب ضد الطبقة الرأسمالية التي تجر البشرية إلى مستنقع الهمجية.

&nbsp  فلتسقط الحرب ضد الكورد!

&nbsp  فليسقط نظام أردوغان، نظام القتلة واللصوص!

&nbsp  فلتسقط الإمبريالية!

&nbsp  كل الدعم لحق الجماهير الكوردية في تقرير مصيرها!

&nbsp  عاش التضامن الأممي!