تاريخ الفلسفة: منظور ماركسي

أخر اصدارات دار نشر (Wellred Books)، تاريخ الفلسفة: منظور ماركسي، سيصدر قريباً. يشرح هذا الكتاب تطور الفكر الفلسفي على مدى أكثر من ألفين عام. هو كتاب حيوي لأي ثوري يرغب في تسليح نفسه بأفكار فلسفية واضحة يمكنها أن تغير العالم. إقرأ المزيد لتعرف سبب أهمية حصولك على نسخة من هذا الكتاب.


[Source]

احضر إصدار الكتاب عبر الإنترنت مع الكاتب، آلان وودز، الساعة 4 عصراً (بتوقيت بريطانيا الصيفي) يوم 26 أيلول/سبتمبر.

متوفر للشراء بسعر مخفض للطلب المسبق حتى 26 أيلول/سبتمبر.

يلقي كتاب آلان وودز حول تاريخ الفلسفة نظرة فريدة على تطور التفكير الفلسفي من اليونانيين القدماء، مروراً بعصر النهضة وما بعده، حتى الظهور النهائي للمادية الديالكتيكية، والنظرة الفلسفية للماركسية، كل ذلك من وجهة نظر ماركسية صريحة.

آلان هو منظّر ماركسي معروف ونشطاً في الحركة الثورية لأكثر من 60 عاماً. كتب على نطاق واسع في العديد من الموضوعات، من “البلشفية: الطريق إلى الثورة”، إلى رده على التحريفية الجديدة في “الإصلاحية أم الثورة”. كما كتب عدة كتب عن أحداث تاريخية محددة، من الانتقال من ديكتاتورية فرانكو في إسبانيا، إلى المسألة القومية في أيرلندا، إلى تاريخ الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك بكثير.

عند التفكير في هذا العمل الأخير، قد يطرح المرء السؤال التالي: هل من الضروري حقاً دراسة الفلسفة لفهم العالم؟

مع تطور المجتمع بمرور الوقت، طور العلم المعرفة البشرية. مع نمو مخزون المعرفة هذا أصبح من الواضح تماماً أن النهج الفلسفي الذي نتبناه يمكنه إما أن يساعدنا في تحقيق قدر أكبر من الوضوح والفهم أو يمكنه تشويش الواقع أمامنا.

كما يشرح آلان وودز، بدأت الفلسفة بالمعنى الحقيقي للكلمة مع اليونانيين. كانت محاولة للتحرر من الخرافات والأساطير التي سيطرت على عقول البشر البدائيين، وفهم العالم كما هو بالفعل.

منذ تلك الحقبة، انقسم الفلاسفة إلى معسكرين تقريباً. من ناحية كان هناك الماديون. التزم جميع الفلاسفة اليونانيين الأوائل بهذه النظرة. تتخذ الفلسفة المادية نقطة انطلاقها من وجهة النظر القائلة بأن هناك حقيقة مادية مستقلة عن العقل البشري: حقيقة يمكن معرفتها وتحليلها. في وقت لاحق ظهر أولئك الذين يلتزمون، على العكس من ذلك، بالنظرة المثالية. لقد رأوا العالم المادي على أنه غير واقعي وإنه فقط نتاج للعقل – في النهاية عقل الله – الذي يعطي الوجود لكل شيء آخر. كما يشرح الكتاب:

المادية ترفض الفكرة القائلة أن العقل والوعي شيء منفصل عن المادة. الفكر هو مجرد نمط وجود الدماغ، والتي، مثلها مثل الحياة نفسها، هي مجرد مادة منظمة بطريقة معينة. العقل هو الاسم الذي نطلقه على المجموع الكلي لنشاط الدماغ والجهاز العصبي. لكن من الناحية الديالكتيكية، الكل أكبر من مجموع الأجزاء. يتوافق هذا الرأي بشكل وثيق مع اكتشافات العلم، التي تكشف تدريجياً عن عمل الدماغ وتكشف أسراره.

على النقيض من ذلك، تستمر المثالية في تقديم الوعي على أنه “لغز”، شيء لا يمكننا فهمه. المثالية تحور العلاقة المادية والسببية بين العقل المفكر وجسم الإنسان. تنشأ هذه المشكلة المزعومة بين العقل والجسد بسبب حقيقة أن الظواهر العقلية تبدو مختلفة نوعياً عن الأجساد المادية التي يبدو أنها تعتمد عليها. ومع ذلك، تؤكد المادية المتسقة أن العقل والجسد من مادة واحدة.

في كتابه، يحلل آلان وودز التيارات المختلفة داخل كلا الاتجاهين المادي والمثالي. حقق الماديون اليونانيون القدماء بعض الاكتشافات المذهلة بفضل نهجهم الفلسفي: من فكرة أن كل المادة تتكون من ذرات، إلى حقيقة أن العالم عبارة عن كرة أرضية وأن كوكبنا يدور حول الشمس، وما إلى ذلك.

كل هذه المعرفة ضاعت ونسيت بعد انهيار الحضارات القديمة. في حقبة القرون الوسطى، أحرزت أوروبا تقدماً ضئيلاً للغاية في ظل سيطرة الكنيسة الكاثوليكية والمثالية المتطرفة التي بشرت بها.

خلال هذه الفترة، تم الحفاظ على الأفكار الأكثر تقدماً للماديين اليونانيين القدماء في العالم الإسلامي، ومن هنا ظهرت مجدداً في وقت لاحق، وساعدت في بروز الأفكار التي ساهمت في إعادة ولادة أوروبا. مع عصر النهضة والتنوير لاحقاً، كان هناك قطيعة مع التصوف وعودة إلى النظرة العلمية الحقيقية، والتي سمحت بإحراز تقدم هائل في العلوم والتقنية.

يشرح هذا الكتاب أيضاً تطور المقاربة الديالكتيكية للواقع. يوضح الديالكتيك أن العالم في حركة وتغير مستمرين. كان هذا نهجاً موجوداً بالفعل بين بعض الفلاسفة اليونانيين القدماء، وعاود الظهور لاحقاً في أعمال هيجل. وهو ما سيصبح عنصراً أساسياً في تطور الماركسية.

لكن كما يشرح آلان وودز، كانت مشكلة هيجل هي منهجه المثالي. بالنسبة له، ظهر الديالكتيك باعتباره سمة من سمات الفكر البشري. أخيراً، تم التوصل مع ماركس وإنجلز إلى نتيجة مفادها أن التطور الديالكتيكي هو خاصية أساسية للمادة. وهكذا تم الجمع بين الديالكتيك والمادية – التي كان لها حتى ذلك الحين نهج ميكانيكي ثابت لفهم الواقع – مما أدى إلى إنتاج ما أصبح يعرف باسم “المادية الديالكتيكية”: فلسفة الماركسية.

كان من المقرر في الأصل لفصول هذا الكتاب أن تكون جزءاً من كتاب آخر، العقل في الثورة: الفلسفة الماركسية والعلوم الحديثة (Reason in Revolt: Marxist Philosophy and Modern Science)، كتابة آلان وودز وتيد غرانت، ونشر في عام 1995. ومع ذلك، فقد تقرر أن هذا من شأنه أن يجعل الكتاب كبير الحجم. موضوع تاريخ الفلسفة يستحق نصاً منفصلاً منذ فترة طويلة.

بعد طول انتظار، ننشر الآن تلك الفصول ككتاب في حد ذاته. يشرح من خلال صفحاته كيف أن أكثر من ألفين عام من التفكير البشري في المدارس الفلسفية المختلفة أنتج أخيراً النظرة الماركسية. أخذ ماركس وإنجلز أفضل أعمال الأجيال السابقة من كبار المفكرين، منتجين طريقة تسمح للماركسيين بالنظر إلى ما وراء الواقع المباشر الذي أمامنا. إنها طريقة تسمح لنا بالنظر إلى كيف كانت الأشياء وكيف أصبحت وكيف من المرجح أن تتطور في المستقبل.

لا يدرس الماركسيون التاريخ كسلسلة من الأحداث المعزولة: كقوائم بالملوك والباباوات، وقوائم بالحروب والثورات، منفصلة عن بعضها البعض. بدلاً من ذلك، ننظر إلى كل تطور كجزء من عملية تاريخية طويلة. بدأت هذه العملية مع البشر البدائيين الأوائل، ونضالهم من أجل البقاء. مروراً بظهور المجتمعات الطبقية. بالانتقال من شكل إلى آخر، في سياق تطور المجتمع الطبقي، طورت الإنسانية معرفة مفصلة بشكل متزايد عن العالم الذي نعيش فيه. أخيراً، خلقت هذه العملية التاريخية الطويلة المتطلبات المادية الأساسية لإنهاء المجتمع الطبقي نفسه. الإمكانية موجودة الآن لإطلاق العنان لازدهار مجتمع جديد، حيث سيحقق البشر الحرية الحقيقية في ظله، حيث لن يستغل إنسان أي إنسان آخر، ولن يضطهد أي إنسان آخر.

حتى زمن ماركس وإنجلز، كان تاريخ الفلسفة يمثل سعياً حقيقياً وراء نهج علمي وعقلاني لتنمية الفهم البشري. ومنذ حينها كرست الفلسفة البرجوازية كل طاقاتها لإنكار استنتاجات آلاف السنين من الفكر الإنساني. يستلزم هذا حتماً إنكار الفكر العقلاني واستبداله بالفكر غير العلمي. مهمتها هي إنكار الفكرة القائلة بأن المجتمع البشري يتقدم للأمام بطريقة تقدمية.

هذه هي الطريقة التي نفسر بها ظهور “ما بعد الحداثة”. يحاول أتباع هذه الفلسفة المزعومة تقديمها كشيء جديد. في الواقع، إنها تحتوي فقط على إعادة صياغة لجميع الأفكار القديمة للمعسكر المثالي. إن النهج العلمي الحقيقي لتطور المجتمع يؤدي حتماً إلى استنتاج مفاده أن الرأسمالية ليست الهدف النهائي للتاريخ ولكنها مجرد مرحلة واحدة يجب أن تفسح المجال لشكل أعلى، وهو الاشتراكية. لهذا السبب، فإن الفلسفة البرجوازية، بشكلها الأخير، مكرسة لإنكار التفكير العقلاني. هذا هو ما يفسر نمو مدرسة ما بعد الحداثة، بكل متغيراتها مثل ما بعد البنيوية، وما بعد الاستعمار، ونظرية الكوير، ومجموعة كاملة مما يسمى بالنظريات القائمة على سياسات الهوية.

في محاولة يائسة لإخفاء محتواها الحقيقي والظهور بالمظهر التجديدي – وهي ليست كذلك – تستخدم جميع أنواع اللغة غير المفهومة والمعقدة والغامضة عن قصد. في الواقع، ما بعد الحداثة هي فلسفة برجوازية تعكس الطريق المسدود للنظام الرأسمالي نفسه. في سعيها لتبرير وجودها، تضطر البرجوازية اليوم إلى التخلي عن النظرة الفلسفية لماضيها الثوري، والانقلاب على أفضل تقاليد عصر التنوير.

في ظل البرجوازية الحديثة، لا تستطيع الفلسفة أن تجيب على أي من الأسئلة العميقة التي تواجه البشرية، ولا تود اصلاً. هدفها الوحيد هو تشويش وتعقيد وإحباط معنويات الشباب المفكر لردعهم عن السير في طريق الثورة. على العكس من ذلك، فإن المادية الديالكتيكية توفر طريقة تتيح لنا تحقيق الوضوح، واستنباط الروابط بين الأحداث والحقائق من أجل أن نتدخل في التاريخ بشكل حاسم لتغيير مساره وتحرير البشرية. على عكس الأساتذة البرجوازيين الذين صممت لغتهم غير المفهومة عن عمد لإرهاق القارئ، يكتب آلان وودز بأسلوب واضح يسهل فهمه لتسليح الثوريين نظرياً بهذه الأفكار الرائعة. الكتاب هو سلاح حاد لاختراق القمامة الأكاديمية لما بعد الحداثة – وهو سلاح يجب على كل عامل/ة وشاب/ة واعٍ في صفوف الطبقة العاملة أن يسلح نفسه به.

احضر إصدار الكتاب عبر الإنترنت مع الكاتب، آلان وودز، الساعة 4 عصراً (بتوقيت بريطانيا الصيفي) يوم 26 أيلول/سبتمبر.