الحماس والروح الكفاحية في مؤتمر الماركسيين السويديين

خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير من شهر مارس/آذار، اجتمع أكثر من مائة ماركسي/ة في المؤتمر الوطني لمنظمة الثورة، الفرع السويدي للتيار الماركسي الأممي (IMT)، للاستعداد للأحداث الثورية التي تنتظرنا في السويد وعلى المستوى العالمي. لقراءة التقرير باللغة السويدية، اضغط هنا.

[Source]

بدأت عطلة نهاية الأسبوع بمناقشات حول آفاق الصراع الطبقي في السويد وحول العالم. شرحت الرفيقة إيلفا فينبرغ، التي قادت النقاش حول الصراع الطبقي في السويد، نفاق الطبقة السائدة في سياق الحرب في أوكرانيا.

“من الواضح أن الرأسماليين السويديين لديهم مصالح مهمة على المحك في هذا الصراع. نفس قادة الأحزاب والمعلقين في الصحافة الرأسمالية الذين أيدوا مشاركة السويد في غزو أفغانستان، يدينون الآن الغزو الروسي لأوكرانيا بانسجام تام […] يتم نشر الصور والتقارير لإظهار الدمار والمعاناة التي تسبب فيها الغزو الروسي. قارنوا هذا بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003 – أين كانت العقوبات حينها؟ أين كان تعليق مشاركة الفرق الأمريكية في الأحداث الرياضية، وما إلى ذلك؟”

في جميع أنحاء العالم، يناضل التيار الماركسي الأممي تحت راية أممية: العدو الرئيسي في الداخل. ففي الوقت الذي يناضل فيه رفاقنا في روسيا ضد بوتين والأوليغارشية الروسية، فإن صراع الماركسيين في السويد هو قبل كل شيء ضد الإمبريالية السويدية وحلفائها في الاتحاد الأوروبي والناتو.

كان هذا المؤتمر بالنسبة لغالبية الرفاق هو أول اجتماع سنوي يحضرونه بشكل شخصي، في حين كان بالنسبة للكثيرين أول مؤتمر يحضرونه على الإطلاق، مما يدل على نمو التيار الماركسي الأممي في السويد خلال العام الماضي.

خلال النقاشات، أكدت العديد من المداخلات على التأثير الذي سيكون للتضخم على الصراع الطبقي. وعلى سبيل المثال فقد أوضحت الرفيقة ألكسندرا برينغيلسون كيف أن أعضاء نقابة عمال القطاع العام من ذوي الياقات الزرقاء (Kommunal) لن يحصلوا إلا على زيادة في الأجور بنسبة 1.4% هذا العام، بينما يبلغ التضخم 4.5% وما يزال آخذا في الارتفاع.

“يتعرض العمال للضغط من جراء انخفاض الأجور الحقيقية والضغط المتزايد باستمرار في أماكن العمل. هذه وصفة لنمو الصراع الطبقي، ولم يكن نضال الاخصائيات الصحيات (القابلات) في الخريف الماضي سوى البداية”.

وشددت الرفيقة أيضا على أن قادة النقابات الحاليين ليس لديهم بالطبع أي استعداد للنضال من أجل تحسين ظروف معيشة أعضائهم. للطبقة العاملة السويدية تاريخ طويل في مواصلة النضال خارج الأطر القائمة، ليس أقلها الإضرابات بدون تأطير نقابي. يمكن لمثل هذه التحركات، بدورها، أن تزعزع النقابات الراكدة، وجلب عناصر أخرى أكثر كفاحية إلى الواجهة.

إن سيرورة التجذر التي تحدث في السويد ليست سوى جزء من السيرورة الثورية التي اكتسبت زخما على نطاق عالمي منذ أزمة 2008-2009.

أشار الرفيق نيكلاس ألبين سفينسون، وهو مناضل في صفوف التيار الماركسي الأممي في لندن، إلى بعض النتائج من مقياس الثقة “Edelman’s Trust Barometer 2022″، الذي يدرس ثقة الجمهور في المؤسسات المختلفة. وافقت غالبية الجماهير في السبعة والعشرين بلدا التي أجريت فيها الدراسة الاستقصائية على أن “الرأسمالية كما هي موجودة اليوم تضر بالعالم أكثر مما تنفعه”. كما فضل ثلث المستجوبين “الاقتصادات المسيرة مركزيا” على ما يسمى بـ”اقتصادات السوق الحرة”. وهذا ملفت للنظر بشكل خاص في ضوء عدم وجود أحزاب جماهيرية تناضل من أجل القضاء على الرأسمالية. من الواضح أن العمال والشباب في جميع أنحاء العالم يتوصلون بأنفسهم إلى استنتاجات جذرية بسبب أزمة الرأسمالية.

وضع هذا الأساس للمناقشات حول بناء القوى الماركسية أمميا وفي السويد. في تقديمه للنقاش، سلط الرفيق فريدريك ألبين سفينسون الضوء على مظاهرة نظمها شباب شيوعيون في مدينتي بلباو و بامبلونا في إسبانيا، حيث تظاهر 7,000 شخص رافعين لشعارات مثل “تسقط دكتاتورية البرجوازية!” و”انتقام العمال – الثورة الاشتراكية”.

وأكد أن هناك مجموعات كبيرة من الشباب الذين بدأوا يفهمون أن النظام القائم هو المشكلة. لكن وحدها الاشتراكية العلمية -أي الماركسية- هي التي لديها الجواب حول كيفية القضاء عليه. إذا قمنا ببناء تيار ماركسي قوي بما فيه الكفاية بين هؤلاء الذين توصلوا إلى استنتاجات ثورية اليوم في السويد، سنكون قادرين على الوصول إلى شرائح أوسع من العمال الذين سيتوصلون إلى نفس الاستنتاجات غدا. كل شيء يعتمد على العمل الذي نقوم به الآن.

انتهى اليوم الأخير بخطاب ناري ألقاه الرفيق ستيفان كانغاس، الذي أوضح أن البشرية اليوم تقف أمام اختيارين: إما الاشتراكية أو البربرية، وأننا نناضل ونسارع الزمن لضمان انتصار الاشتراكية. بعد هذا الخطاب، انضم الجميع في غناء نشيد الأممية وأغنية العلم الأحمر “Bandiera Rossa”. علق أحد الرفاق من أوميو قائلا: “اللعنة، لقد كانت هذه أجمل نسخة سمعتها على الإطلاق”.

“لا أعرف كيف شعر بقيتكم، لكنني واجهت صعوبة في منع نفسي من البكاء. لم أكن أعتقد أن هذا الحدث يمكنه أن يتجاوز “الجامعة الماركسية لعام 2021″، وقد اتضح أنني كنت مخطئا. إلى الأمام أيها الرفاق!”.

تلخص هذه الكلمات الإحساس العميق بالتصميم والثقة الذي وصلنا إليه جميعا في ختام المؤتمر. عاش التيار الماركسي الأممي – إلى الأمام نحو الثورة الاشتراكية!