البلشفية طريق الثورة: الفصل السادس: سنة الثورة – تمرد كورنيلوف
بدأ البلاشفة، ببطء في البداية، لكن بنشاط يتزايد أكثر فأكثر، يعيدون تجميع صفوفهم. وتحت قيادة ياكوف سفيردلوف، المنظم البارع الذي لا يعرف الكلل، المنحدر من جبال الأورال، سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها في بتروغراد. لم ينجح القمع في تدمير الحزب، وهذا لم يكن صدفة. كانت الثورة المضادة ما تزال تتلمس طريقها وكانت ما تزال مضطرة لتمويه تصرفاتها من خلال التحدث باسم الثورة والسوفييتات. وحتى القوات التي أخمدت مظاهرة يوليوز قامت بذلك باسم الدفاع عن السوفييتات. كان من شأن الهجوم الصريح أن يتسبب لهم في المشاكل، على الرغم من أن ذلك هو ما أراده كيرينسكي. كانوا مضطرين للتقدم بحذر. وحتى محاكمات “العملاء الألمان” اضطروا إلى تأجيلها، جزئيا بسبب الافتقار الكامل لأي دليل. لكن ورغم ذلك كانت الظروف ما تزال صعبة بالطبع. لقد أدى فقدان المقرات والسجلات إلى تعطيل العمل مؤقتا. اشتكى أحد أعضاء اللجنة التنفيذية قائلا: «لقد فقدنا كل شيء تقريبا، مستنداتنا وحساباتنا وأموالنا، فقدنا حرفيا كل شيء!». كان منع برافدا ضربة موجعة، واضطر الحزب إلى إصدار منشورات تنسخ بطابعة يدوية متداعية تعود إلى فترة النظام القيصري. ولم يتمكن البلاشفة من استئناف نشر جريدتهم بشكل عادي إلا مع مطلع شهر غشت. ومع ذلك فقد كانت المعنويات تتعافى بسرعة. تمكن سفيردلوف من إرسال تلغراف إلى المنظمات الحزبية في المقاطعات ليخبرها أن «المزاج العام في بيتر [الاسم العامي لبيتروغراد] ممتاز. لقد مررنا من المحنة. المنظمة لم تتحطم»[1].