فنزويلا: الانقلاب يتقدم وغاييدو يعلن نفسه رئيسا

تشهد فنزويلا، كما سبق لنا أن ذكرنا، عملية انقلاب تقوده الإمبريالية وأتباعها في مجموعة ليما [1] ؛ وينفذه عملاؤهم في المعارضة. وفي 23 يناير، وصل الانقلاب مرحلة أعلى عندما أدى النائب غاييدو اليمين باعتباره "رئيس الجمهورية".

[Source]

لم يتأخر رد البيت الأبيض، إذ سرعان ما أعلن على تويتر أن: "الرئيس دونالد ترامب قد اعترف رسميا برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، خوان غاييدو، باعتباره الرئيس المؤقت لفنزويلا".

وبالمثل فقد أعلن لويس ألماغرو، الأمين العام لمستعمرات الولايات المتحدة المدعوة بمنظمة الدول الأمريكية، (OAS)، مساندته للانقلابيين، بعد أن كان قد أعلن اعترافه في اليوم الذي سبقه بـ"سفير" الجمعية الوطنية لتلك المنظمة.

وفي مواجهة التدخل الإمبريالي أعلن الرئيس مادورو قطع العلاقات مع الحكومة الأمريكية، وأعطى دبلوماسييها مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد. وهو ما رد عليه "الرئيس" العميل ببيان دعا فيه "جميع رؤساء البعثات الدبلوماسية" إلى "مواصلة العمل في فنزويلا". وبذلك يدعو إلى تصعيد التدخل الإمبريالي في البلد.

كما خرج ماركو روبيو، المعروف بكونه العدوً اللدود للثورة البوليفارية، لإعلان دعمه للانقلاب، داعياً إلى طرد الدبلوماسيين الفنزويليين والاعتراف بالأشخاص الذين عينهم رئيسهم الدمية.

لقد سبق لنا، نحن منظمة الصراع الطبقي، الفرع الفنزويلي للتيار الماركسي الأممي، أن أشرنا بوضوح إلى أننا نقف ضد سياسات حكومة مادورو لأن سياسة التوافق الطبقي لا تؤدي إلا إلى المزيد من إلقاء عبء الأزمة على كاهل الشعب العامل وخنق المبادرة الثورية للجماهير، والتراجع عن مكتسبات الثورة وتمهيد الطريق لانتصار الردة الرجعية.

وفي الوقت نفسه نعلن رفضنا القاطع للانقلاب الذي يقوده محور ترامب- بولسونارو-ألماغرو وأتباعهم في عصابة ليما. إن وصول المعارضة الرجعية إلى السلطة بدعم من الإمبريالية سوف يعني من وجهة نظر اقتصادية واجتماعية وسياسية وديمقراطية كارثة بالنسبة للفقراء والعمال. لا يمكننا أن نخدع أنفسنا في هذا الصدد، إن "الخطة الانتقالية" التي وضعتها الجمعية الوطنية تتحدث بصراحة عن خصخصة جميع الشركات المؤممة والتسريحات الجماعية لعمال القطاع العام، وبصورة عامة تطبيق سياسة معادية بوضوح للعمال وموالية للرأسماليين.

لا للانقلاب المدعوم من الإمبريالية!

إن الطريقة الوحيدة لمكافحة الانقلاب الرجعي هي الاعتماد على الطاقة الثورية للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء. يجب إنشاء الميليشيات الشعبية في كل حي وكل منطقة وكل مصنع. يجب الاستيلاء على المصانع ووضعها تحت الرقابة العمالية. ينبغي احتلال الضيعات الكبرى والدفاع عنها بواسطة كتائب الدفاع الشعبي،التي توجد بالفعل في مختلف ولايات البلاد.

من أجل القضاء على الانقلاب يجب أن يتم القضاء على القوة الاقتصادية لأصحاب الأبناك ورجال الأعمال الذين يمولونه. يجب مصادرة جميع الشركات الكبيرة والشركات متعددة الجنسيات الداعمة للانقلاب. يجب أن يتم احتلال جميع المصانع المغلقة وشبه المغلقة لوضعها تحت رقابة العمال وتسييرها على أساس خطة إنتاج ديمقراطية، لتلبية احتياجات الأغلبية. كفى من التنازلات للرأسماليين: نحن نطالب بمصادرة البنوك والشركات الكبرى والضيعات الكبرى ووضعها تحت الرقابة العمالية ورقابة منظمات الفلاحين.

إن مهمة مكافحة الانقلاب تسير جنباً إلى جنب مع مهمة تلبية الاحتياجات الملحة للشعب الكادح، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا بوضع حد لسياسة المعاهدات والمفاوضات والتنازلات للبرجوازية التي تنظم الانقلاب، وتطبيق سياسات تضع مصالح الشعب العامل فوق كل اعتبار آخر.

هذا ليس وقت الشكوك. إن الإمبريالية، التي استمرت تهاجم شعب فنزويلا من خلال العقوبات الاقتصادية والحصار المالي، قد رفعت من مستوى هجومها ودخلت في مرحلة حاسمة من خطتها الانقلابية. ولهذا السبب نحن ندعو شعوب العالم، ندعو عمال وشباب العالم، إلى التحرك ضد الانقلاب الرجعي والإمبريالي من خلال تنظيم أشكال احتجاجية أمام سفارات وقنصليات الولايات المتحدة وكندا في جميع البلدان.

ارفعوا أيديكم عن فنزويلا!

نعم لمصادرة أملاك البرجوازية!

أيها الامبرياليون الأمريكان عودوا أدراجكم!

هوامش:

[1]: مجموعة ليما: تحالف سياسي يضم 14 دولة في الأمريكيتين، هي: بيرو، والأرجنتين، والبرازيل، والمكسيك، وبنما، وباراغواي، وسانتا لوسيا، وكندا، وكولومبيا، وهندوراس، وكوستاريكا وغواتيمالا، وتشيلي، وغويانا. المترجم.